تنبيه: هذه التدوينة مخصصة للمعالجين النفسيين بالخصوص .. ولا يمنع إن كنت لست معالجاً أنّ هنالك بعضٌ من الفائدة سينالك لو أكملتها.
سأدخل في الموضوع مباشرة، هنا بعض النصائح العملية تماماً في مجملها والتي تجعل عملية العلاج النفسي – حسب تجربتي – عملية ربما أخف وأقل معاناة من الناحية التشغيلية إن صحت العبارة وحتى تجعلها ربما أكثر متعة من الناحية الذاتية والعملية بالطبع، أسعد كثيراً لو شعر أحدكم أن هنالك نصائح عملية أخرى اضافية من الممكن أن تثري هذه التدوينة ويسعدني التواصل على إيميلي أو الأفضل كتابة تدوينة منفردة تخص تجارب المعالج الخاصة والتي ساعدته أن تكون العملية العلاجية أكثر عملية وأناقة، هذه النصائح لم أرجع فيها لأي مرجع لكن نتاج أمور شاهدتها وجربتها بنفسي وقررت تدوينها ولذلك هي تحتمل من الخطأ الكثير.
بعض هذه النصائح قد يكون فيها عبء مالي لتوفيرها وهي بالفعل كذلك، لكنه الاستثمار الذي يصنع لك مردود نفسي وانتاجي في رحلتك كمعالج نفسي ولم أندم لهذه اللحظة عليه.
ملاحظة مهمة: هنالك أشياء عملية أخرى عديدة مهمة وربما أكثر أهمية مما سأذكره هنا لكن تجنبت ذكرها لإنني شعرت أنها تندرج تحت مفهوم الإطار العلاجي للعملية العلاجية لإنها ستؤثر بشكل أو بآخر على سياق العلاج، ذكري لأي عامل قد يؤثر على إطار العلاج سيجعل الموضوع أعقد وأوسع لذلك تجنبت ذكر الكثير من النصائح وبحول الله سأفرد تدوينة منفردة ومختصرة عن الإطار ومفهومه، لا مناص أبداً من الذي سأذكره بطبيعة الحال سيكون له تأثيراً على الإطار لكن سأحاول جاهداً أن اكتب عن الأشياء التي في ظني أنها لن تؤثر على الأقل بشكل مباشر.
لا أبالغ إن قلت أن هذه النصيحة هي سبب كتابتي لكامل التدوينة، أحد المشاكل التي كنت أعاني منها إثر عملي في عيادات مختلفة هي مشكلة ضياع دماء أوراقي التي أكتب عليها حين زيارات المرضى على دفاتر متعددة ومختلفة، وعندما أجد وقتاً كافياً ابدأ بنقل ما كتبته في هذه الأوراق على جهازي، مع مرور الوقت وتعدد المرضى بطبيعة الحال تعددت الأوراق والدفاتر وزاد حمل حقيبتي وثقلت، فكرت أن استخدم جهازي اللوحي المعتاد (مثل الآيباد) لكنه جهاز فيه ثقل وكذلك يشتتني في عملي وسأبقى دائما في حاجة لجهازي المحمول (اللابتوب) لذلك سأضطر لحمل جهازين نسبياً فيهما ثقل.
لذلك قررت أن أبحث عن أفضل جهاز محمول لكتابة النوتات الإلكترونية وبعد بحث طويل قررت أن أشتري جهاز ReMarkable 2 ولا أخفيكم أنني وقعت في غرامه، بالفعل كانت خطوة استثمار عملية بديعة، الجهاز خفيف واحساس الكتابة فيه يكاد يكون تماماً كإحساس الكتابة على الورق والأهم أنه لا يوجد فيه تشتت ويتم فيها ربط النوتات عبر التخزين السحابي بحيث يمكنني فتحها على اللابتوب أو الهاتف وبعمر بطارية ممتاز جداً.
هنا رابط شراء الجهاز وكذلك هنا رابط لصفحة بحث يوتيوب لفيديوهات المقارنة بين هذا الجهاز وأخوته من الأجهزة
أحد الصعوبات التي أواجهها شخصياً هو جرد ما كتبته خلال الزيارة ونقله لحروف إلكترونية يتم تخزينا في النظام الإلكتروني، أظن أن هذا الأمر هو أزمة وصداع لجميع من يمارس العلاج النفسي بالخصوص والطب النفسي بالعموم، خلال دراستي بالخارج كان أحد مهام السكرتارية نقل تسجيلاتنا الصوتية عن ملخص الجلسة بعد كل زيارة, هذا الأمر كان فيه دلالاً وكذلك بُعد قانوني وكان هو الحل السحري لأزمة الكتابة، وعند عودتي من السعودية اضطررت للمشاركة بإشتراك مدفوع في بعض المواقع الطبية المعتمدة في أمريكا والتي تجرد لك تسجيلاتك الصوتية ويكون الدفع حسب مدة التسجيلات، لكن أحد الحلول العملية التي استخدمتها خلال الأشهر الأخيرة هو الاشتراك بتطبيق الكتروني مدفوع مدعوم بالذكاء الصناعي وغير مرتبط بالسحابات الالكترونية لكي تقوم بالتدوين النصي لتسجيلاتي الإلكترونية عن مضمون الزيارات، هذه الخاصية استخدمها بصراحة في الأغلب لتسجيل الزيارة الأولى للمرضى ،لا استخدمها في نوتات زيارات المتابعة لكي لا أفقد حاسة الكتابة والتعبير عما أشعر به عند الكتابة، أحد التطبيقات التي استخدمها حاليا هو تطبيق Otter وهنالك الكثير غيره، وللأسف لا أعلم إن كان هذا التطبيق أو غيره يدعم اللغة العربية. (تماماً ليست دعاية)
أملك إيمان في ثناياه أن كتابة النوتة للزيارات العلاجية وخصوصاً الزيارة الأولى هو أمر يكتنفه الفن والأناقة وتعكس الاحترافية، ليس بالضرورة ذكر كل شيء ولكن بالضرورة أن يكون هنالك عمق، هنالك بعض النصائح التي استخدمها في كتابة النوتات وشعرت أنها قد تفيد الكثير:
هذا الأمر من الاستثمار المالي في عملك هو مهم للغاية كما ذكرته سابقاً في نقطة اللوح الإلكتروني وكذلك تطبيق الإملاء الإلكتروني وهنا يعود مرة أخرى، كما يُقال أشتري راحة بالك مع اختلاف العيادات وطرق التواصل في الزيارات الافتراضية وليكن عندك اشتراك شهري على الزوم خاص بك أنت، وكما يُقال اشترك وريّح رأسك وبخشم الريال 🙂
مع إيماني بأن هذه النصيحة العملية هي نصيحة تضرب في الإطار العلاجي لكن أنا هنا متحيّز لحبي للعطور ولذلك ذكرتها، ليكن عطرك شيئاً منعشاً هادئاً فيه من النوتات العطرية الاهدأ منها والأنعم، ليس صارخاً ولا كاتماً، وليس هنالك أزكى من رائحة النظافة وفقط، هنا رابط تدوينة استطردت فيها عن موضوع تأثير الرائحة في الغرفة العلاجية.